حبيبتي من بلاد العجائب
أحبك في غدي و حاضري
يا نفحة من شذىً عاطر
أحبك و في القلب منك غصةٌ
تمهد لعهدٍ منك جائر
و فيَّ نار الخليل استعرت
تشكو حبيباً قاسياً كالآسر
حبيبتي يا من ملكت خافقي
رفقاً بعاشق ليس بقادر
قد شفَّه الوجد فانثنى
على بقايا العمر المهاجر
كلما يمم في الغرام شطركِ
رآك في الشطر المغاير
مجنونة الشفتين و العينين مهلاً
رحبي بالقادم الزائر
أرسى سفين العمر على
شاطىء عينيك السواحر
تقولين اللثم عندي محرَّم
إلَّا لعاشق متيم ظافر
فكم مرةٍ تلاقت منا الشفاه
و رشفت رضاب مبسم حائر
فتقطَّر الندى منه خجلاً
فانزوى في ركن ناظر
و انتشى القلب منتشياً طرِباً
لسكر قد أصابه و خاطر
لله أروعهُ ! ما أطيب شهده
كرحيق سلسل ساحر
همت فنمت فوق صدر
أنعم ملمساً من كل الحرائر
تملكني هواك يا حبيبتي فلا
أظنُّه قد جاء عفو الخاطر
حبيبتي من بلاد العجائب أنتِ
أهواكِ و لسْتُ فيك بمتاجر
يا ضلة الروح و الفؤاد كفى
أما لصدِّك هذا من آخر
ليس في البوح منك غضاضةٌ
جودي به على القتيل الصابر
إن كنت أ قبل في قتلي فدية
قولي بصدق أحبك يا شاعري